السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد خلق الله عز وجل الحياة التي نعيشها .. من اجلنا
لكي نتكاثر فيها ونعمرها كما أراد و أمر
ونفعل ذلك لكي نذهب إلى الجنة .. نرتاح ونبقى بتلك الراحه خالدين
وهل تستهينون بالجنه و روعتها الــخــالـــده !!!
بالتأكيد لا تستهينوا بها ^^
إذا لما ننسى ذلك في خضم صراع الحياه المرهق و المميت
مشاكل كثيره تأتي بدون هواده ولا رحمه ,, وتأتي كلها في نفس الوقت
مشاكل ماديه تزيد وتتراكم .. إذا كنت وحيد أو متزوج أو لك أطفال
مشاكل معنويه تأتي في شغلك أو حياتك الخاصه ,, بعضها يسهل حلها والبعض الآخر يصعب عليك حلها
وهناك مشاكل ,, تشعر وكأن ليس لها حل أو يكون حلها طويل المدى وعليك أن تتحمل أكثر تلك الضغوط
وأمور أخرى تحدث لا رجوع فيها .. كالحرمان من شخص تحبه جدا وتعشقه من قلبك
أو موت احدهم ,, او غدر احدهم بقلبك دون هواده أو رحمه .. كأنه خلق لكي يغدر بالآخرين
لما كل هذا !! ... تاتي اسئله كثيره لتدور في ذهنك ,, لم افعل شئ ليحدث لي كل هذا
حتى وإن كنت فعلت ,, فهل أستحق كل هذه الأمور التي لا تريد منحي حتى وقت مستقطع
أستطيع فيه ألتقاط انفاسي لمعاودة التصدي لها ,, تتمنى ان تعيش في هدوء و راحه ولكن لا تستطيع
تعدل أمنيتك وتتمنى أن تبقى المشاكل كما هي ولا تزداد صعوبتها ولكنك تراها تزداد دون توقف
وكأن كلما حاولت أت ترضى عن الوضع وتحاول اقناع ذاتك ونفسك الداخليه به , يبدأ في التغير
وكأنه هو من لا يريدك أن تهدأ وتتأقلم على شئ ثابت يمكنك من خلاله معالجة امورك ومداواة جراحك
وسط كل هذه المشاكل و الضغوط ,, تبدأ تتوافد عليك مشاكل جديده يصدرها الآخرون إليك
وكأن مشاكلهم هي نهاية الكوكب ويجب ان تتحمل معهم هذه المشاكل بما انك وهم تربطكم علاقة ما
أما صداقه أو عائله .... إلخ
لا ننكر أنه تأتي لحظات يظهر في حياتك من يجعلك تتفائل وان قربك من الله يريح قلبك
ولكن بمجرد أن تهدأ قليلاً , وتبدأ في أكمال حياتك مره أخرى ,, تأتي مشاكل جديده رهيبه
تشعر وكأن مهمتها أن تدمرك وتنتقم منك لأنك حظيت بتلك الفتره الهادئه و السعيده
تتغير نظرتك للحياه وتشعر انها بغيضه حقاً وانها ليست جيده اطلاقاً ,, ولا تدري لما أعيش حتى الآن !
هل يجب أن اموت حتى اتخلص من كل تلك المراره الملازمه لي ؟؟
الموت
دعنا نرى ماذا بعد الموت ؟!
بالتأكيد لن نذكر النار ,, لانك تعرفها جيداً وإلا لما كنت تصارع و تجاهد نفسك طوال هذا الوقت في حياتك
ولكن دعنا نتكلم هنا عن الجنة ؟!
ودعني اطرح سؤالاً ... هل الجنة لا تستحق كل تلك المعناه التي ذكرتها في الأعلى !!
هل تعلم ما هي الجنة ؟!
الجنة هي الحياه التي لم يكن لعقلك ولا لخيالك أن يدركوها في أشد و اجمل احلامك
هي ان تجلس لتشعر بالراحه دائماً دائماً ,, كل ما تفكر به ينفذ لك ,, لست ملزوم بشئ سوى ان تتمنى
بدون نهايه .. تجلس مع النبي عليه افضل الصلاة والسلام , تتسامر مع الصحابه , تجالس أحبابك
ليس هناك حرام ,, فكل حياتك حلال وفوق هذا لن تمل ابداً ,, وسترى ما لم ترى ولم تدري ولا تعلم
و أعظم ما ستراه عيناك .. هو وجه الله عز وجل ,, فهل تدرك حقاً روعة ما أنت مقبل عليه وما هو في أنتظارك ؟
هل تشعر و تدرك تماماً الآن لما كل هذه المعاناه البسيطه لما ستقابله في جنة الله عز وجل ؟!
وفوق كل هذا , الله عز وجل قد خلقك وقد خلق لك الحياة الدنيا ,, لكي تستطيع الحياه فيها
خلونا نعطي مثال بسيط ,, ولله المثل الاعلى
عندما نأتي بخبير نفسي متخصص عالمي , وتجعله يدرس طفل عادي عمره 10 سنوات
يجلس يدرس نفسيته وقدراته و افكاره .. إلخ
ويضع له سلسله من الأختبارات ,, والبعض يرى انها صعبه عليه
ولكن ذلك الخبير يرد بكل ثقه ,, سيستطيع تخطيها بالرغم من الصعوبات التي يمر بها
فأنا درسته جيداً واعلم انه قادر على تخطيها ,, وانا لم اضع له شئ فوق طاقته
نعود لله عز وجل ,, هو خآآلقك .. وهو الاعلم بك ,, وهو خالق الدنيا وهو الأعلم بها
كيف إذن يمكن ان تعتقد ان الامور فوق طاقتك او انك وصلت لحدودك ؟؟
ومع كل هذا يضع لك جزاء تعبك في الحياه وهي روعة الجنة ^^
كلما تغلق جميع المجالات في وجهك وتدرك انه لا طريق نجاه او راحه ,, تذكر كل هذا واعلم ان ثمة طريق لم تدركه , فتلجأ لله عز وجل ليجعلك تراه بنور رضاه وحبه لك
إن الله يحب جميع عباده ,, فأنت في الحياه تحظى بحب الله عز وجل و نهاية مثل الجنة
الآن كيف ترى الحياة الدنيا ؟؟؟ ,, أليست ثمن بخس بالنسبه للحياة الآخره ؟؟؟
كل ما قمت بكتابته كلنا نعلمه جيداً ,, ولكن كلما نتذكر ونتعمق ,, تصحوا قلوبنا من جديد على طريق هدى الرحمن
اللهم أهدي قلوبنا إلى ما تحب و ترضى و ثبتنا على الهدايه و اجعلنا مع الرسول عليه افضل الصلاة و السلام ... آآآمين
^_^