سم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
ما سأتعرض له اليوم بإذن الله سبحانه و تعالى هو أمر شديد الأهمية , و قد لاكته ألسنة الملحدين و اللادينيين بالكثير من الافتراءات و البهتان .. و الأمر كله نتاج جهل شديد بالإسلام ..
و ليتهم جهلوا فسألوا .. بل جهلوا فافتروا .. !
و المشكلة أنهم يلبسون حججهم بلباس العقلانية .. و لو أنهم كانوا عقلانيين حقًا لبحثوا في الأمر حق البحث فتدبروا القول و ما اتبعوا أهوائهم ..
يقول سبحانه و تعالى :-
" أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ "
و الذي يتبع أهواءه هو من رضى بظلام الجهل و آثر أن يبقى في قاع الظلمة و لم يرد تحمل مشاق الصعود إلى الدرجات العلى حيث النور و الهدى .. فهو يلمحه كل يوم من قاع ظلمته عاليًا شامخًا و لكنه لا يقدر على الصعود لأنه لا يريد تحمل المشاق ..
و المشقة هنا هي عناء تدبر القرآن الكريم على الوجه الصحيح .. في قوله سبحانه و تعالى ..
" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "
و القرآن الكريم و الهدي النبوي هو السبيل الوحيد و الطريق الوحيد لانتشال الغارق في ظلمات الجهل من جهله لأنه كما قال سبحانه و تعالى ..
" يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
و ليتهم أدركوا أن تلك المشقة لن تكون أبدًا إذا ما عزموا الصعود .. و أن المولى سبحانه و تعالى هو من سيتولى أمرهم و يصلح بالهم و يهون عليهم .. فكل من اتبع سبيل الخالق و بحث عنه بصدق سيصل دون بمعونة منه سبحانه و تعالى ..
" اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ "
" َالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ "
لذا فإنه من المهم جدًا أخي القارئ أن تتدبر في الكلام المكتوب و تجعل في رأسك فكرة واحدة .. ألا و هي : الوصول إلى الحق بإذن الله سبحانه و تعالى .. و تطرد ما دون تلك الأفكار من رأسك شر طرده .. و تستعذ بالخالق سبحانه و تعالى من كل ما قد يعوق ذهنك عن التفكير في ما دون الحق وحده ..
و تابع معي ما سيأتي إن شاء الله سبحانه و تعالى ..
و الحمد لله رب العالمين ..